بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم
مقالة مثيرة تكشف بعض ما خفي عن الناس
أوري سافير مدير مركز بيريز للسلام
السعودية أبلغت بيريز عقب اغتيال رابين: تطبيع كامل مع إسرائيل إذا توصلت لاتفاق مع سورية
القدس المحتلة- «الدار»:
بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس مركز بيريز للسلام، على اسم رئيس الدولة العبرية شيمعون بيريز، أدلى رئيس المركز أوري سافير، بحديث خاص لصحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية، اليوم كشف فيه العديد من الاتصالات السرية التي أجراها مع العالم العربي، خلال فترة رؤساء الوزراء اسحاق رابين، شيمعون بيريس، وحتى بنيامين نتنياهو، الذي طلب منه بصورة مفاجئة، على حد قوله، أن يتصل بأحمد قريع (أبو علاء) وأن يباشر بإجراء اتصالات معه، لافتاً إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرئيل شارون، طلب منه هو الآخر أن يجري محادثات مع عدد من الدول العربية خلال السنوات الماضية، ولكنّه رفض الإفصاح عن فحواها، وقال أيضاً إنّ رئيس الوزراء الأسبق ايهود باراك، هو الوحيد الذي لم يتوجّه إليه طالباً أن يجري اتصالات باسمه.
وكشف سافير النقاب عن أنه بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رابين من قبل متطرف يميني إسرائيلي، تسلم بيريس مقاليد الحكم، وعندما بدأت المفاوضات بين سورية وإسرائيل في ذلك الوقت في الولايات المتحدة الأميركية، قال رئيس مركز بيريس للسلام، اجتمع إلى السفير السوري في واشنطن آنذاك، وليد المعلم، الذي عينّ لاحقاً وزيراً للخارجية السورية، وسأله كيف لنا أن نثق بأنّ إعادة الهضبة إليكم، ستضمن السلام الشامل والدائم، فردّ المعلم بالقول: لقد تحدثنا في هذا الموضوع مع السعوديين.
وزاد المسؤول الإسرائيلي قائلاً إنّه في اللقاء شارك أيضاً المبعوث الأميركي الخاص دنيس روس، الذي اقترح إجراء سلسلة لقاءات بين سافير وبين الأمير بندر بن سلطان، سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن.
وتابع سافير: في إحدى الليالي، في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وصل إلى مكان المفاوضات بيننا وبين السوريين المبعوث روس بسيارة جيب يقودها هو ودون أن يشعر أحد بذلك، طلب مني مرافقته، وفعلاً رافقته وسافرنا لبيت السفير بن سلطان. كانت هذه هي المرة الأولى التي التقي فيها بشخصية سعودية رسمية، قال سافير للصحيفة الإسرائيلية، لقد استقبلنا بن سلطان بجلابيته الأرستقراطية، وفي الصالون الذي كان مصمماً على أنّه خيمة، وقال لي السفير السعودي إنّه يعرفني من قبل، وهنأني على اتفاق أوسلو، الذي توصلنا إليه مع الفلسطينيين.
من الجدير بالذكر أنّ سافير كان من مهندسي اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين الدولة العبرية من الجانب الإسرائيلي. ودار الحديث بين الأمير بندر بن سلطان وبين سافير على النحو التالي، وفق المسؤول الإسرائيلي: بيريس يريد التوصل إلى سلام مع سورية شريطة أن يؤدي هذا الأمر إلى سلام حقيقي وشامل وإقليمي مع الدول العربية، فردّ السفير السعودي على الإسرائيلي قائلاً: عند الأمة العربية لا يوجد سلام بدون العربية السعودية، ولا توجد حرب بدون المصريين، وزاد السفير السعودي بإمكانك إبلاغ بيريس بأنّ التوجه السعودي هو العمل على اعتراف الدول العربية بإسرائيل، إذا وقعّت على اتفاق سلام مع سورية.
وأضاف سافير أنّه أصّر على الحصول على تعهد رسمي من صنّاع القرار في المملكة، وبالتالي أجاب السفير بأنّه سيسافر قريباً جداً إلى الرياض وفور عودته سيبلغني ما حصل. وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلاً: بعد حوالي أسبوعين، عاد الأمير بندر بن سلطان إلى واشنطن قادماً من الرياض، واجتمعنا مرة أخرى بمشاركة المبعوث روس، وقال لي بالحرف الواحد: الآن بإمكانك إبلاغ بيريس بشكل رسمي، أنّ المملكة العربية السعودية على استعداد لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، إذا توصلتم إلى سلام مع سورية.
وتابع سافير قائلاً للصحيفة الإسرائيلية غادرت واشنطن وركبت أول طائرة إلى تل أبيب لإبلاغ بيريز، الذي كان متحمساً للغاية بعد سماعه النبأ مني، ولكنّ عندها بدأت موجة التفجيرات، التي أدّت إلى خسارة بيريز في الانتخابات أمام منافسه بنيامين نتنياهو، وبالتالي توقفت المفاوضات مع السوريين ومع السعوديين.
والسلام ختام